هل من الافضل التداول باستخدام أو بدون استخدام وقف خسارة؟

فكرة هذا المقال خطرت لي بعد عدة حوارات مع عدد من المضاربين حول هذا الموضوع ، وبما أن المناصرين والمعارضين لاستخدام وقف الخسارة لديهم آرائهم وتجاربهم الخاصة التي تدعم موقفهم بناءاً على صفقاتهم السابقة ، سنحاول في هذا المقال بشكل بسيط توضيح الفكرة بشكل اسهل ومحاولة اقناعك – ولو بالقوة –  لضرورة استخدام وقف خسارة في أي صفقة تقوم بتنفيذها في السوق.

لماذا يكره المضاربين فكرة وقف الخسارة؟

لو تحدثنا عن هذا الأمر بشكل سيكلوجي بسيط سنجد أن السبب رقم واحد لكي يفكر فيه المضارب بعدم استخدام وقف خسارة هو أنه – وبقبوله لاستخدام وقف خسارة قبل تفعيل الصفقة – معناه أن الصفقة قد تنتهي بخسارة ، ولا اعتقد انه حتى الناجحين في اسواق المال يحبذون فكرة خسارة صفقة ما ، ولكنهم يؤمنون بأنها جزء لا يتجزأ من اللعبة.

هذا الاحتمال الذي يفكر به المعارضين لاستخدام وقف خسارة قد يكون منطقياً بالنسبة لهم ، بمعنى آخر ، لماذا يجب علي استخدام وقف خسارة؟ ألا يعتبر ذلك نوعاً ما يندرج تحت فكرة التفكير السلبي المسبق لنتيجة الصفقة نفسها؟ لماذا لا نتفائل بأن الصفقة ستحقق أهدافها؟ أو على الأقل يمكنني الخروج بسعر آخر في حال قيام السعر بالانطلاق عكس توقعاتي السابقة؟ أليس هذا افضل بكثير من استخدام وقف خسارة لكي أرى بعيني ان السعر قام بضرب وقف خسارتي ثم سار في الاتجاه المتوقع له لتحقيق الهدف بدون ان استفيد من هذا الصفقة بشئ ، بل على العكس من ذلك ، لو لم استخدم وقف خسارة لكنت من الرابحين في هذه الصفقة ، وصفقات أخرى كثيرة مشابهه لها.

الخطورة الواضحة لهذا النوع من التفكير في وقف الخسارة

بالنسبة لي انا شخصياً تعرضت في كثير من الاحيان لضرب وقف الخسارة ثم شاهدت السعر يتحرك كما كان مخططاً له – وكما توقعت بناءاً على حركة السعر – لإتجاه المستوى المستهدف ، ولكن هذا لا يعني بالضرورة بأنني تعرضت لمكيدة او خديعة من (الهوامير وصناع السوق) الذين يتصيدون وقف خسارتنا ليقوموا ببناء مراكز شرائية جديدة بشكل افضل ، او كما يعرف باللغة الانجليزية Shaking the weak hands ، قد يكون السبب في أن السعر يقوم بضرب وقف الخسارة بسبب استخدامنا الخاطئ للمنطقة التي يجب علينا فيها وضع وقف الخسارة ، ولكي تعلم بشكل افضل ماهو المكان المناسب لوضع وقف الخسارة ، هو المكان الذي يقوم بنفي أو إلغاء سبب دخولك في الصفقة. (الشارت ادناه يوضح بشكل مبسط نقطة دخول عند ملامسة مستوى دعم داخل قناة جانبية فيما كان السعر يتحرك بإتجاه أفقي وبدون استخدام وقف خسارة).

الأمر الآخر الجدير بالذكر هو أنني بشكل شخصي افضل ان يقوم السعر بضرب وقف خسارتي وإخراجي من الصفقة بدلاً من الاستمرار في صفقة شراء في بداية ترند هابط جديد ، يقول كريمر “أنا احبذ ان اكون خارج السوق واتمنى لو انني داخل السوق ، بدلاً من أن اتمنى ان اكون داخل السوق بصفقة خاسرة واتمنى لو انني كنت خارج السوق” ، بدلاً من قبول خسارة 1% أو 2% من رأس المال قد اشهد بأن صفقة واحدة قامت بحذف 50% إلى 60% من حسابي بسبب تعنتي الشخصي واصراري على موقفي السابق. وبإنتظار السعر لفترة طويلة كي يعود لنقطة الدخول الأولى.

الأمر الاخير الذي يستحق ان نتوقف عنده ونتأمله بشكل اعمق ، عدم استخدامك لوقف خسارة وإستمرارك في الصفقة نفسها رغم سير السعر عكس المتوقع معناه بأنك تحمل عقلية عنيدة لا تصلح للمضاربة في اسواق المال ، معنى ذلك بأنك عندما تقوم بالشراء عند مستوى دعم لأنك تتوقع الارتداد من هذا المستوى ويقوم السعر بكسر مستوى الدعم والسير عكس اتجاهك المتوقع ، فإنك بذلك – وعدم خروجك من الصفقة مازلت تعيش في الماضي ، أو بشكل آخر في الأوهام ، لأن السعر قام فعلياً بكسر مستوى الدعم ولم يرتد منه ، بل على العكس من ذلك مازال يسير بإتجاه هابط وبدأ بتكوين قمم وقيعان هابطة ، وانت مازلت تعيش في الماضي وتؤمن – لسبب او لآخر – بأن السوق لن يحصل على اموالك بسهولة ، لتتفاجئ بعد ذلك بأن الشركة الوسيطة قامت بإغلاق الصفقة بدلاً عنك عندما وصل مستوى الخسارة للمارجن كول.

ما أقوم بإخبار المتدربين به على الدوام هو ضرورة تحديد نقطة الدخول ثم وقف الخسارة ثم المستوى المستهدف ، المضارب الناجح ليس المضارب الذي يربح 90 الى 100 بالمائة من صفقاته في السوق ، المضارب الناجح هو المضارب الذي يعرف بالضبط مقدار خسارته – ويتقبلها بصدر رحب – قبل تفعيل الصفقة نفسها ، المضارب الناجح يؤمن بأن نتيجة صفقة واحدة او عدة صفقات ليست المقياس المناسب للنجاح بحد ذاته ، واخيراً ، المضارب الناجح هو المضارب الواعي الذي يؤمن بأن حركة السعر الحالية هي الصادقة والصحيحة حتى لو كانت عكس ما يتمنى ، وليس ما يدور في عقله هو من تعلق بالاوهام والاسعار السابقة.