ترندات برايس اكشن
لا أعتقد أبداً بأن أي شخص يقرأ هذا المقال لم يسمع بقانون الجذب أو على الأقل بالمصطلح نفسه.. في هذه الأسطر القليلة سأقوم بتعريف هذا القانون بشكل مبسط ثم سأعرض لكم خلاصة إن كان هذا القانون قادر على تحقيق أحلامكم بالنجاح في التداول أم لا.
قانون الجذب Law of attraction
قانون الجذب ينص على أننا كبشر قادرين على جذب ما نركز عليه في تفكيرنا ليصبح حقيقة واقعية عن طريق قوة العقل والذبذبات التي يستخدمها العقل لنقل هذه الطاقة – إيجابية كانت أو سلبية – إلى الكون نفسه (أو إلى الذكاء اللانهائي Infinite Intelligence كما يطلقون عليه)..
ببساطة شديدة.. إذا كنت تحلم وتؤمن وتركز تفكيرك بشكل يومي على منزل أحلامك الذي تبلغ مساحته 4,000 متر ويحتوي على ثلاثة مجالس فاخرة وسبعة غرف نوم ونادي صحي منزلي وملعب كرة قدم ومسبح وصالة ألعاب وسينما منزلية ووو فإنك ستحصل على هذا المنزل في المستقبل.
ولكن يجب عليك أولاً تصور هذا المنزل في عقلك بشكل يومي لأكثر من مرة مع الإهتمام بالتفاصيل مثل (مساحة المنزل وموقعه وشكل المفروشات الداخلية والتصميم والمطبخ ومكان المسابح وصالة الشواء وغيرها)..
كل مازاد التفكير في المنزل وتصاميمه الدقيقة وكلما زادت رغبتك في إمتلاكه كلما إنتقلت هذه الذبذبات العقلية (التي هي عبارة عن طاقة بحد ذاتها) إلى الكون أو إلى الذكاء اللانهائي وسيأتيك الجواب لاحقاً على أحلامك تلك.. ولكن يجب أن تكون صادقاً مع أحلامك تلك ومصمم على تحقيقها وتفعل ذلك بإستمرار..
من مبدأ إسأل تجاب Ask and you shall receive..
ومن منطلق أن العقل (والأفكار التي ينتجها طوال اليوم) تعمل كمغناطيس قوي لجذب هذه النتائج إليه!!
هل ينجح ذلك حقاً؟ وما علاقة هذا القانون بالتداول في أسواق المال؟
من المهم جداً أن تدرك أن مبدأ قانون الجذب بحد ذاته جيد ولا بأس به لأنه يدعوا إلى التفكير الإيجابي والتفاؤل وكلها أمور مطلوبة.. المشكلة الكبرى هي بتطبيق هذا القانون أو غيره من أساليب التفكير الإيجابي والتنمية الفكرية وغيرها بشكل منقوص.. وهذا ما يؤدي إلى خيبة الأمل والمرارة واليأس في نهاية المطاف.
المعادلة الناقصة
دعني أشرح لك المعادلة الناقصة التي يستخدمها المتداولون في أسواق المال والمؤمنين بقانون الجذب ونعرض مشكلة هذه المعادلة عند مقارنتها بالمعادلة الكاملة لتتضح الصورة.. ولذلك ستكون المعادلة في ذهن الكثير كالتالي:
تحقيق أرباح ضخمة من التداول (الفكرة الإيجابية) < الحصول على هذه الأرباح في النهاية (النتيجة)
هل انتبهت إلى الإستخدام الخاطئ في قانون الجذب بالمعادلة أعلاه.. لنقم بملئ الفراغ في المعادلة أولاً..
المعادلة الكاملة
المعادلة الكاملة التي يستخدمها الناجحين فعلاً تزيد بعنصر عن المعادلة السابقة وهي كالتالي:
تحقيق أرباح ضخمة من التداول (الفكرة الإيجابية) < دراسة وتطبيق استيراتيجيات مختلفة في التحليل الفني والمالي والإدارة المالية الصحيحة والحالة الذهنية والنفسية للمتداول (العمل) < الحصول على هذه الأرباح في النهاية (النتيجة)
هل لاحظت كيف اختلفت المعادلة بالكامل عندما قمنا بتغييرها من ( التفكير < النتائج ) إلى ( التفكير < العمل < النتائج ) وكيف أن الغالبية العظمى من المتداولين يقومون بحذف هذا العامل المهم من معادلتهم.. ثم تجدهم يتسائلون بعد ذلك عن أسباب خسائرهم المستمرة في السوق.
العمل الدؤؤب والمستمر هو الجسر الذي يصل بين أحلامك وبين وأفكارك الإيجابية التي تتمنى تحقيقها في المستقبل بعد توفيق الله سبحانه وتعالى..
العمل على تحقيق أفكارك وأحلامك حتى مع إختلاف النتائج الحالية والضغط النفسي الرهيب الذي يشعر به الجميع عند محاولة تحقيق هذا الحلم يشرح حقيقة إيمانك بأحلامك وأفكارك ومعتقداتك حتى عندما يخالفك الجميع على إمكانية تحقيق هذا الحلم..العمل هو الترجمة الحقيقية على صدق أفكارك الداخلية ومعتقداتك التي تؤمن بها.
الكثير من الناس انساقوا خلف الكتاب المؤلم الذي حقق أعلى نسبة مبيعات للأسف The Secret والذي يشرح قصة السر العظيم الذي احتفظ به بيتهوفن وشكسبير وأديسون وآينشتاين وغيرهم لأنفسهم ولم يخبروا به الآخرين.. وهذا السر ينص على أن العظماء عبر التاريخ قاموا بعمليات التأمل والتخيل والتفكير الإيجابي لسنوات طويلة حتى استطاعوا تحقيق إنجازات ضخمة مسجلة بأسمائهم حتى يومنا هذا..
العامل الأهم الذي أغفله هذا الكتاب هو العمل الضخم والتعب المستمر والمعاناة التي عاناها هؤلاء الأشخاص حتى استطاعوا تقديم ما قدموه خلال مسيرتهم.. والتي تعتبر العنصر الجوهري الذي يميز العظماء عن الحالمين.. وذلك العنصر بالتأكيد هو العمل المستمر لتحقيق النجاح..
بإمكانك أن تحلم ما شئت.. بإمكانك أن تتخيل المردود الضخم الذي سينهال عليك يوماً ما من هذا السوق كما تريد.. ولكن إن لم يتم إقران هذا الحلم بذاك العمل فللأسف ستبقى هذه الأحلام حبيسة عقلك فقط..
ولا تدري.. ربما يعمل قانون الجذب معك بشكل صحيح كما ينص القانون على أن الأشياء المتشابهة تجذب بعضها البعض.. وبالتالي هذه الأحلام والأماني بدون عمل ستقوم بجذب الكثير أيضاً من..
من الأحلام والأماني أيضاً..
الخاتمة
إن كنت ترغب فعلاً بمعرفة إن كنت من فئة العاملين المنتجين أو الحالمين الشاردين فقم بشكل بسيط بجرد ما تعلمته خلال العام الماضي فقط على الأقل..
كم كتاباً قرأت أو كم فيديو شاهدت عن التداول والتحليل؟ كم ساعة قضيت في التدريب على تحليل الشارت؟ كم مرة قمت بعمل إختبارات على استيراتيجياتك لتكون قادراً على تثبيت منهج واضح لك في التداول؟ ماذا تعلمت من مبادئ للإدارة المالية لمحفظتك؟ ماذا قرأت أو شاهدت أو سمعت عن الحالة الذهنية والنفسية المناسبة للتداول؟ الخ
قم بتغيير هذه المعادلة ( احلم كثيراً واعمل قليلاً ) إلى ( احلم قليلاً واعمل كثيراً ) ثم تعال وحدثني عن قانون الجذب.. أو عن أي شئ آخر إن رغبت بتحقيق نتائج حقيقية وأهداف واقعية..
سلام عليكم، اخ فيصل تحية طيبة ليك، مقال عالمي،لقد قصدت عيب الأمة العربية، وهو قلة العلم والجهد،
وعليكم السلام اخوي أسامة..
نعم هذا هو الحال عند الأغلبية.. أحلام كثيرة وعمل قليل للأسف
بارك الله فيك أستاذ فيصل نعم كلااااام في غاية الروعة والدقة عن قانون الجذب وكيفية جعل هذا القانون يصبح واقع بالنسبة لأحلامي اذا ما صاحبه عمل وتعب مركز
حياك الله اخوي عبدالكريم وشاكر لكلماتك ومرورك
مقالة مهمة ومميزة استاذ فيصل , بارك الله فيك وبارك في علمك ومجهودك الرائع