هل تعتقد بأن حياتك اليومية وطبيعة عملك وعلاقتك بأصدقائك وأهلك وروتينك اليومي المعتاد له علاقة مباشرة بنجاحك او إخفاقك في المضاربة بأسواق المال؟ هل تعتقد بأنك (كمضارب) في أسواق المال قادر على النجاح في هذه المهنة البالغة الصعوبة إذا كانت حياتك اليومية (خارج السوق) ليست على ما يرام؟
يقول إد سيكوتا “السوق سوف يعطيك بالضبط ما تبحث عنه” ، معنى ذلك انك إذا كنت تبحث عن الإثارة والمغامرة فالسوق لن يتردد بإعطائك ما تريد ، إن كنت تبحث عن الأرباح المجزية نظير مراقبتك وتحليلك وقياسك لمستوى المخاطرة والربح فهذا ما ستحصل عليه ايضاً ، ولكن مالذي يحدد ما تريده انت بالضبط من السوق؟ وما علاقة ما تفعله خارج السوق يحدد نتيجة أدائك داخل السوق.
لتوضيح الفكرة اكثر ، هل بإمكانك تحديد نتيجة أداء المضارب عندما يقوم بالحصول على قرض واستخدام هذه الأموال للمضاربة بالسوق ، هل بإمكانك تحديد نتيجة أداء المضارب الذي يشعر بالملل نتيجة الروتين اليومي المتكرر في العمل والمنزل ، بالطبع يمكنك ملاحظة ذلك بسهولة ، والسوق ايضاً يمكنه تحديد ما تريد انت بالضبط ، وبدقة مدهشة.
عندما تقوم بالبحث عن فرصة للدخول في صفقة جديدة ، حالة الملل من وجودك خارج السوق وبسبب روتينك اليومي ستقوم انت – وبشكل غير واعي – بالدخول في أي صفقة ممكنه امامك ولن تنتبه للخطأ الذي وقعت به إلا بعد خسارة الصفقة ، إذا كنت تحتاج للمال بأي صورة ممكنة لتلبية حاجياتك الضرورية اليومية – خارج السوق – فسيكون من السهل تحديد طبيعة نوع الصفقات التي ستقوم بتفيعلها لاحقاً ، وبالطبع ستكون هذه انصاف او ارباع فرص حقيقية ، وليست فرص جادة للربح.
لذلك من المهم جداً لك كمضارب تحييد حاجاتك ورغباتك عن صفقاتك في اسواق المال ، بعض المضاربين في السوق يعتقد بأن السوق ملزم بتلبية طلباته وهو لا يدرك ابداً بأن هذا ما يفعله السوق بالضبط ، السوق سيعطيك الإثارة التي ترغب بها خلال مضارباتك اليومية ولكن من المعلوم تماماً إن الإثارة مرتبطة غالباً بخسارة المال وليس بربحها ، هل تشعر بالإثارة عندما تسافر لمدة اسبوع لإحدى الدول الاوروبية مثلاً ، هل تقوم بدفع المال لكسب الإثارة ام العكس عندما تقوم بحجز رحلتك وفندقك وتكاليف سفرك ، اعتقد ان الفكرة واضحة ، الإثارة والحماس تكلف الاموال وليست سبباً لكسب المال ، ولذلك تعتبر ردة فعل السوق تجاه مضارباتك اليومية منطقية تماماً ، حتى لو لم يكن ذلك واضحاً جلياً لك..
الحل لهذه المعضلة يمكن في عدة خطوات سهلة التنفيذ كما يلي:
1- قم بتحييد ما تفعله خارج السوق عما تفعله داخله:
تذكر دائماً بأن شعورك بالملل او الاثارة سيقوم بجلب آثار جانبية ضارة لمضارباتك اليومية ، لذلك من المهم جداً بالنسبة لك تحييد ما تفعله خارج السوق عن أداؤك داخل السوق. عندما تكون مع اهلك واصدقاؤك حاول ان تنسى بالكامل ما يحدث داخل السوق ، وعندما تكون داخل السوق لا تقم تحت اي ظرف من الظروف بتفعيل صفقات بسبب مشاعر خارجية جلبتها معك وليس لها اي علاقة بالسوق ، ولذلك البعد عن كافة انواع المشتتات يعتبر امر هام وحيوي ، يرجى مراجعة المقال السابق هنا للمزيد حول هذا الموضوع
2- اجعل كسب المال من السوق سبباً لأدائك وليس لحاجتك للمال
هذه النقطة هامة جداً لك كمضارب في اسواق المال ، دخولك للسوق ورغبتك في تحصيل اقصى قدر ممكن من المال بسبب حاجتك الماسة اليه هو اسهل طريق لخسارة كل ما تملك ، عند دخولك بأموال لا تخصك او بأموال مقترضة او بسبب مضارباتك لحساب عملاء لك فستقوم بالتركيز على انصاف وارباع الفرص وليس الفرص الحقيقية ، وايضاً بسبب تفكيرك المستمر بالمال فستقوم بالكامل بتجاهل المخاطرة المرتبطة بكل صفقة حيث انك ستقوم بحساب الارباح فقط وتجاهل الخسائر المحتملة لكل صفقة. لذلك من الحكمة التركيز على الأداء وليس على النتائج
3– السوق للمضاربة فقط وليس للإثارة:
بالرغم من ان المقولة التي تنص على ان المقامر يذهب لصالات فيجاس ليخسر امواله نتيجة إثاره حواسه ولتشعره بالمغامرة وتدفق الادرينالين اصبحت مستهلكة وقديمة ولكنها حقيقة ، نحن لا نبحث عن الإثارة في السوق ، وليس على الربح ايضاً ، نحن نبحث عن فرص واعدة لاستيراتيجيات قمنا بتجربتها وتنقيحها وتحسينها آلاف المرات ، ومع ذلك تبقى هذه الفرص غير مضمونة.
ما أرغب بشده في التركيز عليه في هذا المقال هو ان لا نقوم نحن وبشكل غير واعي بزيادة الصعوبات الموجودة اصلاً خلال المضاربة بأسواق المال بإقحام حياتنا وحاجياتنا ورغباتنا وعاداتنا اليومية في سوق لا يهتم ابداً بما يدور حولك ، نحن نعاني وبشكل يومي من حالة عدم اليقين ونقص المعلومات وتوقع المجهول عندما نقوم بفتح صفقات جديدة ولسنا ابداً بحاجة لزيادة هذه الضغوطات بالتركيز على كسب الاموال والإثارة والبعد عن الملل والروتين ، وإلا فإن النتائج ستكون كارثية..
وبشكل كبير ومحزن ايضاً..
يجب ان تفكر عميقا قبل فتح أي صفقة جديدة شراء أو بيع. شكرا لك أستاذ فيصل السوادي.
الاستاذ فيصل متفرد في طرحه ومزجه بين جميع العوامل الفعالة في التداول
بداية من تركيزه على البرايس اكشن بموازاة اخذ العامل السيكولوجي النفسي في الاعتبار دائما
وهذه الاخيره العامل السيكولوجي آجزم بتفرّد الاستاذ فيصل فيه من بين جميع المحللين
شكرا
يعطيك العافية ابو عبدالله ، مقال مميز