أغلبية المضاربين في اسواق المال يواجهون هذه المشكلة من وقت لآخر وأحياناً إما يعجزون عن فهم سبب هذه الخسائر المتتالية او لا يتقبلون هذا الأمر نهائياً في المقام الأول ، هذه الخسائر المتتالية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة وربما بشكل اكثر حدة وضغط نفسي على المضارب الخبرة من المضارب المبتدئ ، خصوصاً عندما يكون الأمر مخالفاً للمتوقع ، والمقصود بذلك ان تكون الصفقة مناسبة من حيث الشكل في البداية ، أو ان تسير الصفقة بشكل جيد في الإتجاه المتوقع ثم تبدأ بعكس المسيرة والسير في إتجاه معاكس لتضرب بعد ذلك وقف الخسارة.
للتخفيف من الآثار السلبية ولكي نكون اكثر منطقية في تحليلنا لهذه الخسائر من الافضل اتباع الآتي:
فهم السبب وراء هذه الخسائر
من اكبر الأخطاء التي نقوم بعملها في السوق هو عدم مراجعة الصفقات بعد الإغلاق وقد تحدثنا عن ذلك بإستفاضة في المقال مالذي يجب عليك فعله بعد الإغلاق ، في احيان كثيرة يكون من السهل علينا أن نلقي باللوم على السوق او الهوامير او الاخبار او اي سبب آخر وعدم تحمل مسؤولية هذه الخسائر ، في النهاية هذه الخسائر عبارة عن قرارات قمنا (نحن) بمحض إرادتنا بتفعيل هذه الصفقات.
اعلم بأنك قمت بمراجعة الصفقة قبل تفعيلها ، ولكن لماذا لا تلقي نظرة أخرى على الصفقة وتتأكد من التالي:
مراجعة المكان الذي تم فيه تفعيل الدخول في الصفقة:
قم بمراجعة الصفقة بعد الإغلاق وراجع الاسباب التي دفعتك لإستخدام ذلك المستوى كنقطة دخول في الصفقة سواءاً كان دخول بأمر معلق أو دخول فوري ، تأكد بأنك لم تستعجل بالدخول في الصفقة ، احياناً تكون نقطة الدخول خاطئة وسبب في خسارة الصفقة ، على سبيل المثال في نقاط الدخول في صفقات اختراق كاذب تماماً كما تحدثنا عنها في مقال سابق كيف تتفادى الاختراقات الكاذبة في السوق.
مراجعة المنطقة التي تم إستخدامها كوقف للخسارة:
هل اصابك الحنق والضيق بعد أن شاهدت السعر يتجه للهدف بعد أن قام بضرب وقف الخسارة الخاص بك في الصفقة ، إذاً انصحك بمراجعة المقال الخاص بذلك في أسوأ ما يمكن ان يحدث لك في السوق ، في بعض الأحيان – وهذا الأمر متعب نفسياً بشكل لا يصدق – يكون تحليلنا رائع جداً لحركة السعر المستقبلية المتوقعة ويتجه السعر للهدف كما توقعنا وحللنا ولكن مع خسارة لحسابنا بسبب الخطأ في إستخدام وقف الخسارة.
إذا قمت بمراجعة الصفقات الخاسرة المتتالية ووجدت ان هذا الأمر يتكرر في الكثير من الصفقات فيجب عليك معالجة هذا الأمر وتصحيح استخدام مناطق وقف الخسارة ، احياناً يقوم المضاربين بإٍستخدام وقف خسارة خاطئ بسبب الإدارة المالية وسأتحدث عن هذا الأمر بتفصيل اكثر في مقال لاحق.
مراجعة المنطقة التي تم إستخدامها كمستوى مستهدف:
نلاحظ احياناً صعود السعر الى منطقة معينة بعد أن نقوم بتفعيل صفقة ثم نتفاجئ بالسعر يعكس اتجاهه – بعد ان كانت الصفقة تسير لمصلحتنا – ومن ثم يقوم السعر بضرب وقف الخسارة ، بالتأكيد هذا الأمر من اكثر الأمور القاتلة نفسياً لنا كمضاربين ، وقد تكون عبارة عن سوء حظ واضح ، ولكن لو قمت بمراجعة الصفقة مرة أخرى بعد إغلاقها وقمت بتحليلها بكل حيادية فهل من الممكن أن تجد أنك قمت بوضع مستوى مستهدف بعيد جداً ، أو ان يكون هناك عدة مستويات مقاومة قبل الوصول للمستوى المستهدف.
كنت أتفاجأ دائماً عندما أقوم بتقديم دورة تدريبية ويقوم أحد المتدربين بوضع توصية على سهم معين ويخبرنا بأن السعر لن يتوقف قبل وصوله لسعر 40 ريالاً مثلاً ، أقوم بسؤاله بشكل مباشر أليس سعر 37.50 وسعر 39.00 ريال هي مقاومات سابقة قوية على السهم ولم ينجح السهم بتجاوزها سابقاً ، من المهم ان نراعي مستويات الدعم والمقاومة عند وضعنا لمستويات مستهدفه حيث ان السعر يتطلب عليه تجاوز هذه المستويات قبل الوصول للمستويات الأخرى التي نتحدث عنها ، ولذلك اقوم بإستخدام مستوى مستهدف أول (هدف أول) ومستوى مستهدف ثاني (هدف ثاني) وهكذا.
قم بأخذ إستراحة من السوق لبعض الوقت
لعله من المهم عند تكرار صفقات خاسرة بشكل متتالي ان نأخذ استراحة من السوق لبعض التداول ، قد يفيد متابعة السوق بدون تفعيل صفقات حقيقية ، الإبتعاد عن التداول لبعض الوقت مهم جداً حتى لا تزيد بعض الصفات السيئة التي قد تضر بالمتداول من جراء هذه الصفقات الخاسرة ، قد يذهب بعض المتداولين الى تطبيق مشاعر الإنتقام من السوق ، أو محاولة التعويض بأي ثمن ، وبذلك يبتعد المتداول كثيراً عن المنطق ولا يطبق قواعد الإدارة المالية الصحيحة التي تدرب عليها سابقاً لإعتقاده بأنه سيكون قادراً على تعويض الخسائر السابق ان قام بزيادة قيمة العقود ، أو أن يقوم بتفعيل صفقات بدون ان تكون متلائمة مع النماذج والاستيراتيجيات التي يعمل عليها ، فلا يزيده ذلك الا خسائر جديدة فوق خسائره السابقة.
للتغلب على ذلك يفضل قضاء بعض الوقت بعيداً عن التداول أو مراجعة استيراتيجيته الخاصة وتحسينها إن وجد اخطاء في تطبيق الاستيراتيجية في السوق.
قم بتطبيق مبدأ (الخسارة جزء من اللعبة)
قد تبدوا هذه العبارة (الخسارة جزء من اللعبة) مثيرة للسخرية بعض الشئ عندما نرددها عند حدوث خسارة لصفقات في السوق ، ولكنها حقيقية ، إياك ان تحاول إضاعة وقتك بالبحث عن استيراتيجية رابحة 100% ، انا اعلم انك تعلم ذلك ولكن للتذكير فقط ، الاستيراتيجية لا يقصد بها ان تكون رابحة دائماً ولكنها تحمل نماذج متكررة وقابلة للتطبيق ، لذلك تصبح استخدام استيراتيجية معينة اسهل للمتداول مع الوقت ، ويصبح اختيار نقطة الدخول والخسارة وحد الربح واضحاً جداً وقابل للتكرار.
نحن نتعلم كيف نمضي قدماً عند الخسارة اكثر من الربح ، مورغان ووتن
الخلاصة:
كما تحدثنا بإستفاضة في هذا المقال وكما أتمنى ان تقوم هذه الخطوات بالتخفيف على المضاربين الذين يواجهون خسائر متتالية في بعض الأحيان ، بالنسبة لي ولكي اتحدث بصراحة مع القراء ، لا أسامح نفسي ابداً – واحياناً اقوم بمعاقبة نفسي بمنعي من تفعيل صفقات في السوق لمدة اسابيع احياناً – عندما اكتشف بأن الخسائر المتتالية كانت بسبب أخطاء فردية من جهتي ، الوقت الوحيد الذي اتقبل فيه هذه الخسائر هي عندما اقوم بواجبي واقوم بتفعيل صفقاتي بناءاً على ما تدربت عليه الآف المرات بدون اخطاء في نقطة الدخول او وقف الخسارة او حد الربح.
النتيجة النهائية للصفقة كربح او خسارة لا تستطيع انت او انا التحكم بها ، وهي في علم الغيب مهما كانت الأسباب القوية التي تدفعنا للظن بأن سعر سهم ما سيرتفع او سينخفض ، ولكن ما نستطيع التحكم به هو تصرفاتنا وتفكيرنا وأداؤنا ، ولكي نكون منصفين في هذا الجانب ، السوق في اغلب الأسواق يكون برئ من اتهاماتنا التي نطلقها بسبب عدم تحملنا لمسؤولية اخطاؤنا المتكررة.
شكرآ