ترندات برايس اكشن
سمعت في إحدى المرات بأن بعض الدورات التدريبية في التحليل الفني الخاصة بالشموع اليابانية تقوم بعرض اكثر من مائة شكل ونموذج للشموع اليابانية للمتدربين ! وايضاً بعض هذه الشموع يتم حفظها بإسمها الياباني مثل شمعة تاسوكي ودوجي وهرامي وغيرها ، وبعض هذه الشموع لا بد من تواجد فجوات سعرية بينها حتى تكتمل ، أما النماذج الأخرى فلا بد من بعض شموع دوجي بينها حتى تأخذ شكلها النهائي ، بدون الإستطراد اكثر من ذلك في عدد انواع الشموع اليابانية واسماؤها المختلفة يبرز هذا التساؤل – البرئ – حول الجدوى التي ستعود بالنفع للمتداول اذا استطاع حفظ ومعرفة هذه النماذج والاشكال المختلفة للشموع اليابانية.
أولاً:
حفظ الأسماء والنماذج بشكلها المعروف أو كما وردت في كتب مشهورة مثل Japanese Candlesticks Techniques للكاتب Steve Nison أو Candlestick Charting Explained للكاتب Gregory Morris لن تكون نافعة بشكل ضخم كما هو متوقع ، الأفضل من ذلك هو تمييز الأنواع المختلفة للشموع بشكل منفرد بدلاً من محاولة حفظ الأسماء ، في النهاية نحن لسنا في إختبار لحفظ الأسماء والنماذج للشموع اليابانية ، نحن نحاول الإستفادة من تشكل هذه الشموع لتمييز الحركة القادمة للسعر.
ثانياً:
الخطأ الاكبر يقع عند محاولة قراءة انواع الشموع والنماذج بمنأى عن المحتوى العام والصورة الكاملة لحركة السعر ، وهذا بحد ذاته يسبب قراءة خاطئة لحركة السعر السابقة وبالتالي ستكون قراءة السعر المستقبلية خاطئة ايضاً ، مثال ذلك تكون شموع Dark Cloud Cover بعد سوينق او موجة هابطة او تكون Morning Doji Star بعد صعود قوي للسعر او في مستوى مقاومة.
ثالثاً:
بالنسبة للمضاربين الذين يعملون على فريمات صغيرة (من خمس دقائق الى ساعة) هم بحاجة الى سرعة في التنفيذ خصوصاً في دخول الماركت وليس الأوامر المعلقة ، في هذه الحالة لن يكون بقدرة هؤلاء المضاربين للرجوع مرة أخرى ومراجعة اشكال و أسماء الشموع الحالية ومقارنتها مع كتالوجات وكتب أخرى لمعرفة نوع واسم الشمعة ، هم يعملون ضد الوقت وبحاجة ماسة الى التعجل في إتخاذ القرار ، وبالتالي لن يكون الرجوع لمراجعة نماذج الشموع اليابانية مساعداً لهم بشكل كبير في إتخاذ القرار.
إذاً مالحل لهذه المعضلة؟
كما تحدثنا في مقال سابق عن الشموع اليابانية ، اسهل طريقة هي بتقسيم انواع الشموع إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي شموع الزخم والتوازن والإغلاق ، حيث تكون شموع الزخم هي الشموع الدالة على تحكم فئة واحدة في جلسة التداول (ثيران او دببة) أما شموع التوازن فتكون بالتساوي بين الطرفين وشموع الإغلاق تفيد بعودة طرف ضد طرف آخر قبل إغلاق الجلسة ، سيتم وضع بعض الرسوم البيانية لتوضيح الفكرة.
الأمر الآخر وهو مهم لدرجة لا أعلم كيف أقوم بتوضيح أهميتها ووضع اكثر من خط تحتها وهو ربط الشموع دائماً بالسياق العام لحركة السعر وعدم قراءة الشموع مفردة ، هذا الأمر مهم لدرجة انك ستشعر بالملل من شدة ما أرغب في تأكيد هذا المبدأ عليك 🙂 لذلك قم بإعتبار أنني تحدثت عن هذا المبدأ بشكل كبير حتى شعرت فعلاً بالضجر من شدة الإعادة.
الشمعة الأولى في الفريم A كانت شمعة توازن ولاحظنا كيف صعد السعر بشكل قوي وهبط ايضاً بشكل قوي ثم عاد للمنتصف وأغلق قريب جداً من سعر الإفتتاح وهذا يدل على توازن بين القوى بين الطرفين الثيران والدببة وتحدثنا عن هذه الشمعة في فيديو سابق تحت نفس الموضوع ، ثم جائت الشمعة التالية شمعة زخم قوية شراء أكدت تحكم المشترين وشاهدنا بعد ذلك صعود قوي في السعر.
الشمعة B جائت في منتصف حركة سعر داخل قناة جانبية وكان أعلى الشمعة هو سقف القناة وأدنى سعر هو مستوى دعم القناة وبذلك كانت شمعة زخم هابطة نموذجية ، معنى ذلك ان الكسر للقناة سيكون كسر حقيقي بسبب ذلك. الشمعة C جائت لتأكيد النظرة السلبية للشمعة B السابقة.
الشمعة D أكدت إستمرارية تحكم البائعين بالسوق ولكن الشمعة E أظهرت عودة المشترين الى الساحة مرة أخرى وبأن السعر ربما كون قاع جديد ، وهذا ما شاهدنا بعد الصعود القوي مرة أخرى للسعر.
الشمعة A في الشارت أعلاه جائت كشمعة زخم وكسر للترند الصاعد وكانت بعد اختلاف لمتوالية القمم والقيعان ، وبذلك كانت شمعة زخم نموذجية تفيد الهبوط بالسعر.
الشمعة B كانت شمعة إغلاق رائعة تفيد بعودة قوة الثيران مرة أخرى للسوق لأنها جائت متوافقة مع حركة السعر.
الشمعة C شمعة زخم صاعدة بعد كسر كاذب لخط ترند صاعد وهذا يعتبر اكثر من اشارة واحدة للصعود. أما الشمعة D فإن الشمعة الأولى كان من الافضل تجاهلها حيث كانت شمعة اغلاق ايجابية ولكن في منطقة صعود قوي للسعر ، ولكن الشمعة الثانية داخل الاطار كانت اغلاق سلبية وكانت مناسبة اكثر حيث انها جائت بعد سوينق صاعد.
هذا المقال بالاضافة للمقال السابق يفيدك بأنك الشموع اليابانية من الأفضل قرائتها وترجمتها بدون الحاجة الحقيقية لحفظ اسماؤها المتعددة والأهم كما ذكرنا عندما تأتي متوافقة مع الحركة العامة للسعر أو المحتوى كما اطلقنا عليه سابقاً.
