القصة الأولى:
قبل عدة سنوات قام بسؤالي احد الأصدقاء عن شخص مشهور في التلقرام يقوم بإعطاء توصيات على قناته وطلب رأيي الشخصي في إن كنت أرى أنه من الأفضل الإنضمام لقناة هذا الشخص والعمل بتوصياته أم لا.. أجبته بتردد أنني – وللأمانة – لا اعرف هذا الشخص الذي قام بتسميته لي وكانت المرة الأولى التي اسمع بإسمه.. وهذا كان بمثابة إشارة لصديقي ليقوم – وبحماس منقطع النظير – بفتح قناة هذا المضارب لكي أرى نتائج صفقاته التي يعرضها على الأعضاء وأحكم عليها.. خلال دقائق قليلة وبعد مشاهدة عدة رسائل لهذا المضارب في قناته قلت لصديقي انني استطيع إعطاؤه رأيي بما رأيت ولكنني شبه متأكد بأنه لن يأخذ بهذه النصيحة.. فطلب مني أن أخبره برأيي وبدون أية تحفظات.. فقلت له وبشكل مباشر للغاية إياك ثم إياك أن تأخذ بكلام هذا الشخص.. وانتهى
بعد ذلك بإسبوعين تقريباً قابلت صديقي هذا وكنت قد نسيت هذا الحوار الذي حدث بخصوص هذه القناة.. تفاجأت منه عندما بدأ يشكرني على نصيحتي لأنه كان ينوي – كما اخبرني هو بنفسه – أن يبدأ بأخذ توصيات هذا المضارب بعد أن يقوم بتمويل حسابه بمبلغ محترم والمصيبة الاكبر أنه كان على وشك أن يقوم بإدارة حسابات استثمارية لأفراد عائلته بناءاً على توصيات هذا الشخص.
سألته بصراحة ، هل سبب عدم دخوله في قناة هذا المضارب هي نصيحتي ام شئ آخر.. ابتسم قليلاً ثم أخبرني بكل صراحة أنه وبالرغم من أنني طلبت منه عدم الأخذ بتوصيات صاحب القناة إلا أنه كان ينوي الإِشتراك معه.. ثم قام بعرض آخر التحديثات على هذه القناة والتي كانت كلها في آخر اسبوع رسائل من صاحب القناة يشرح فيها للناس أن هذا السوق كله نصب في نصب وبأنه خسر كل أمواله واموال اصدقائه ووو الخ ويدعي بالويل والثبور على الأيدي الخفية في السوق التي سببت له هذه الخسائر!!
قمت بإعادة الهاتف الجوال إلى صديقي بكل هدوء وكان ينظر إلي بطريقة غريبة وكأنه يريد أن يرى ردة فعلي على ما رأيت.. تفاجأ اكثر عندما باركت له بأنه لم يتورط مع هذا الشخص بتوصياته وبأنه لم يخسر امواله واموال اصدقائه بعد ولكن على ما يبدوا لم تكن هذه هي ردة الفعل التي توقعها صديقي مني.. ثم تحدث بطريقة عصبية وقال كلمات مقتضبة للغاية وأذكر منها قوله لي ” هذا كل شئ “!!
شعرت بالحيرة منه.. وسألته مالذي يريد مني أن أخبره.. قال ألا تشعر بالإستغراب كيف تحول صاحب هذه القناة من الربح الوفير الى الخسارة الفادحة.. استطيع من جهتي أن اخبرك على الفور كيف توقعت بأن هذا الشخص مجرد دعاية كاذبه لأرباح وهمية ولكن دعني اخبرك بقصة أخرى وبعد ذلك يمكنك معرفة الإجابة بنفسك.
القصة الثانية:
مابين عام 2014 وعام 2015 زادت اللقاءات بيني وبين – كوكبة مختارة من محللين اسواق المال – كما كان يطلق على هذه اللقاءات في مقاهي وفنادق الرياض 🙂 ،، في البداية اعجبتني هذه اللقاءات حيث أن حديثنا كان ينصب بالكامل على التداول والأسواق المالية بسبب وجود عامل مشترك بيننا.. ولكن بعد ثالث او رابع لقاء بدأت بالإعتذار من حضور مثل هذه اللقاءات الدورية التي اصبحت تصيبني بالملل والغثيان.. بدأ أحد اصدقائي المقربين من هذه (الشلة) يسألني عن عدم مشاركتي بهذه اللقاءات فأخبرته وبكل شفافية بسبب معرفتنا الوثيقة ببعضنا البعض أنني استطعت بعد هذه اللقاءات القصيرة ان اكتشف – ولكن بدون أن أتأكد من هذه المعلومة بشكل حاسم – بأن هؤلاء الأشخاص ناجحين كشهرة فقط في اوساط التحليل الفني والسوشل ميديا ولكنهم خاسرين لحد الصفر في التداولات الفعلية ناهيك عن إذا كانوا بالفعل يتداولون بأموال حقيقيه إلى الآن.. ردة فعل صديقي على ذلك بأنه فهم ما أرمي إليه كانت كفيلة بتأكيد شكوكي تلك.. وإن كان هذا الأمر لا يهمني حقيقة الآن..
القصة الثالثة:
إتصال وردني من أحد الأقرباء يسألني عن سهم وعن توقعاتي لحركته القادمة فأخبرته بأنني خارج المنزل وعندما أعود سأقوم بإلقاء نظرة عليه.. ثم تذكرت بأن هذا الشخص لا يضارب في سوق الأسهم.. فسألته مستدركاً عن سبب اهتمامه بحركة هذا السهم هذا واخبرني – بعد أن طلب مني عدم إخبار أحد بالأمر – بأن هذا السهم سيصعد قرابة التسعة ريالات خلال الشهر القادم وبأن أحد أصدقائه أشار إليه بهذه التوصية وطلب منه شراء اسهم هذه الشركة على وجه السرعة حتى لو اضطر لبيع سيارته وإستئجار واحدة للإستفادة من هذا الصعود الأكيد في حركة هذا السهم.
المغزى من هذه القصص:
ما بين هذه القصص وبين ما نسمع من فترة وأخرى عن أشخاص يقومون بإلقاء اللوم على مضاربين آخرين بسبب (توصيات) على التلقرام وتويتر كانت سبباً مباشراً في خسائر فادحة لمحافظهم الإستثمارية.. استطيع في هذا المقال المختصر إعطاؤك نصيحة واحدة فقط تستطيع من خلالها التفريق وبسهولة بين المضارب الفعلي الذي يقوم بإعطاء توصيات جادة ويقوم هو بنفسه بتنفيذ هذه الصفقات وبين بقية الهالات الإعلامية المضللة على وسائل التواصل الإجتماعي التي تسبب خسائر فادحة للآخرين وخسائر لمحافظهم الخاصة.. وهي نفس الطريقة التي كنت اتبعها بنفسي لأفرق بين المضارب الجاد الذي يفهم قواعد اللعبة وبين الهاوي الذي يرغب بنيل الشهرة فقط بتوصيات مضروبة.. الإجابة على ذلك بإختصار هي وبلغة عامية ( الهياط اللي مال لأمه داعي ) 🙂
الهياط:
عن طريق ملاحظة الهياط المبالغ به في توصيات هؤلاء الأشخاص تستطيع التفريق بين توصيات جيدة وتوصيات سيئة للغاية.. المضارب المحترف والواعي يعرف تمام المعرفة بأن الغرور سيكون مقبرة حتمية لأرباحه السابقة لذلك تجد أغلب المضاربين المحترفين يقومون بأخذ إجازة بعد تحقيق بعض الأرباح حتى لا يزداد غرورهم بأرباحهم ويقوموا بالتداول بإستهتار وبدون إدارة للمخاطر.. عقولنا تجعلنا نصدق بعد ربح عدة صفقات أو حتى بعد تحليل سهم ووصول السعر للمستوى المتوقع بأننا قادرين على قراءة المستقبل وتأكيد ذلك أيضاً قبل حدوثه.. إليك بعض العبارات التي يرددها هؤلاء ( المهايطية ) بإستمرار في قنواتهم على التلقرام او في حساباتهم في تويتر حتى تستطيع تمييزهم بسهولة وعدم الإنخداع بتوصياتهم المضروبة المشابهه لشخصياتهم المشتتة.. بإمكانك إضافة العبارات التي سمعتها انت بنفسك ايضا من هؤلاء الأشخاص لتوسيع معرفتنا بقواعدهم اللغوية.. تفضل القائمة:
1- امشي ورا كلامي وودع الخساير
2- قايل لكم اني مهجد السوق محد صدقني
3- السوق تحرك مثل ما قلناله.. الخوف وما يفعل..
4- الهدف جا بالمليمتر يا حبيبي بالمليمتر (هذه العبارة اصابتني في مقتل) 🙂
5- قلنالكم هذا اللي راح يصير وشككتوا في كلامنا 🙁 ، شفتوا اللحين ان كلامي كان كله صح
6- ما اخبرناكم به بالأمس القريب ترونه اليوم واقعا امامكم (مع وضع تغريدات قديمة تدعم هذا الأمر)
7- انتظروني الاسبوع القادم مع نسبة جديدة.. وسهم جديد
سأكتفي بهذه العبارات لأنها تصيبني بالتقزز وسأتحدث عنك انت عزيزي المتداول وأطلب منك عدم الوقوع ضحية وبشكل مبالغ به لتغريدات ورسائل هؤلاء المطبلين الذين لا هم لهم إلا إزعاج الآخرين بتحليلاتهم وعبقريتهم المزعومة.. والأهم من ذلك بالطبع عدم الترويج لهم وإيقاع الآخرين بمصائدهم حيث بإمكانك انت اليوم ان تفرق وبسهولة بينهم في وسائل التواصل الإجتماعي بملاحظة غرورهم وإعتدادهم بأنفسهم.. المضارب الحقيقي الفاهم لحركة الأسعار يدرك بأنه يتداول بإحتمالات فقط حتى ولو زادت المؤشرات التي تدعم وجهة نظره لذلك لا يقوم – وتحت أي ظرف من الظروف – بتأكيد حركة السعر القادمة للآخرين وإنما ينشر تحليللاته الفنية فقط.. هو يدرك خطورة هذا الأمر ويحاول جاهداً ملاحظة غروره وكبح جماحها قبل أن تتفاقم..
بالنسبة لك عزيزي القارئ يمكنك العمل بتوصيات الآخرين ولكن قبل ذلك أنصحك بقراءة مقال سابق لي بإسم لا مانع من العمل بالتوصيات ولكن
والله يكفينا ويكفيكم شر الهياط..
والمهايطية..
العجيب انه يضع لك اهداف فوق وأهداف تحت ومسوي نفسه محلل
سووووووووووووال قبل انسى عن أفضل طريقة لفحص السهم يعني أنا ابغى ادخل في سهم ألقى من وراه قرشين فما هي الطريقة الصحيحة لذلك وماهي المؤشرات التي أبدأ بها