كلما قل عدد الاسهم او العملات التي تتابعها كلما زادت فعاليتك في التحليل

هناك مصطلح مشهور باللغة الانجليزية “The less is more” ويقصد به الأقل أفضل ، هذا المبدأ منتشر بشدة في كافة مجالات الحياة ، منذ فترة طويلة والشركات الكبيرة تركز على تقليل عدد المنتجات المختلفة ولكن بإضافة عنصر هام لهذه المنتجات وهو الجودة.

ليس من المهم ان تتعلم عشرين لغة مختلفة بنسبة 20% ، الافضل من ذلك التركيز على لغة واحدة او اثنتين بطلاقة تامة ، ليس من المهم ان تفتتح مطمعاً يقدم قائمة طعام تحتوي حرفياً كل انواع الاطعمة المعروفة ، ولكن الافضل من ذلك ان تركز على وجبة واحدة او اثنتين وتصبح المميز بها تماما كما تفعل المطاعم المشهورة مثل ماكدونالدز وكنتاكي ومطاعم البيتزا الامريكية.

بالنسبة للتداول في السوق ، انت لست مطالب كي تقوم بعملية مسح يومية لاكثر من 150 سهم مختلف وبإطارات زمنية مختلفة ، او ان تقوم بالبحث عن إشارات الدخول في اكثر من 40 زوج مختلف في العملات ، لأنك بذلك – وخصوصاً إذا لم تكن تملك الوقت الكافي للتداول – ستقوم بإجراء الكثير من الأخطاء المختلفة عند التحليل ، لن تستطيع بأي حال من الأحوال بهذا الجدول المزدحم من الاسهم والازواج التي ترغب بتحليلها ان توفيها حقها في التحليل الفني وتراجع حركة سعر السهم بشكل مفصل وتركيز كبيرة وتستطيع تحديد مناطق الدخول والخروج المناسبة وانت تعلم بأن هناك قائمة طويلة مازالت بإنتظارك كي تقوم بإلقاء نظرة عليها.

من اكثر الأمور التي تزيد نسبة الجودة لديك عند التحليل الفني هو تقليل عدد الاسهم او الازواج التي ترغب بتحليلها بشكل مركز ، الإعتقاد السائد بأن الإكثار من قائمة الاسهم والازواج المفضلة للتحليل تزيد من نسبة دخولنا وصفقاتنا في السوق ، وبالتالي ستزيد معها الارباح!

لسوء الحظ ، هذه القاعدة لا تنطبق بشكل دقيق على اسواق المال او الكثير من الاسواق الاخرى ، لو قمت بمراجعة الاشخاص الناجحين او الشركات الكبيرة الناجحة فسوف تجد بالتأكيد تركيز كبير على منتج واحد او اثنين حتى اصبحت تعرف بهذه المنتجات ، وليس كما يحاول البعض للأسف عمل كل شئ في وقت واحد!

الحل لتنسيق القائمة

سوق الاسهم:

الحل الأول:

بإمكانك أولاً التركيز على القطاعات المفضلة كالمصارف او التأمين او التطوير العقاري او التي تتداول فيها بإستمرار ، بإمكانك الرجوع الى صفقاتك السابقة وستجد بالتأكيد نموذج يتكرر بإستمرار ، سهم تعودت ان تضارب به اكثر من غيره ، قطاع معين تتدوال بأسهمه بإستمرار ، وهكذا..

بعد تحديد الاسهم التي ترغب بمتاعبتها اكثر من غيرها ، قم على الاقل بشكل يومي بمراجعة حركة هذه الاسهم بشكل مفصل ، او بمتابعة حركة السهم ان كنت تملك صفقات مفتوحة فيه ، قم بتطبيق ما تعلمت في التحليل الفني على هذه الاسهم قبل غيرها ، لو استطعت عدم تحليل اي اسهم اخرى فهذا بالطبع افضل.

الحل الثاني:

قم بإختيار سهم واحد من كل قطاع لتركز عليه:

قم بإختيار سهم واحد من كل قطاع وضعه في المفضلة كي تقوم بمراقبه سلوكه السعري على الدوام ، بما أن السوق السعودي يوجد به 19 قطاع مختلف ، فبإمكانك بهذه الطريقة تقليص مراقبة اسهمك الى 19 سهم فقط بدلاً من مراقبة اكثر من 150 سهم مختلف ، او بإمكانك اختيار سهمين من كل قطاع وبذلك سيكون لديك في قائمة المراقبة والمتابعة 38 سهم بحد أقصى.

سوق العملات (الفوركس):

بإمكانك إستثناء مراقبة الحركات المتشابهه للأزواج والتي يلحظها المتداولين في العملات بإستمرار ، لا اعتقد بأنك بحاجة الى مراقبة ازواج متشابهه مثل اليورو استرالي والباوند استرالي ، او اليورو نيوزلندي والباوند نيوزلندي ، او ازواج اخرى حركتها متشابه مثل كندي ين ، فرنك ين ، نيوزلندي ين وغيرها.

بهذه الطريقة تستطيع تقليص الازواج التي تحتاج لمتابعة حركة السعر فيها بشكل كبير ، والأهم من ذلك هو تفادي المخاطر بالدخول في صفقات متشابهه على ازواج مختلفة ، في الوقت الذي سترى فيه تكون نموذج ايجابي على كندي ين ، ستجد نفس النموذج على فرنك ين ونيوزلندي ين ، بهذه الحالة لست بحاجة الى تفعيل ثلاث صفقات مختلفة. لاحظ الشارتات أدناه لهذه الازواج على سبيل المثال لتوضيح الفكرة..

شارت كندي ين يومي..

شارت فرنك ين يومي..

شارت نيوزلندي ين يومي..

غالباً ما نشاهد هذا التشابه في الحركة سواءاً بالنسبة للأزواج في العملات او في حركة الاسهم والسلع ، تأكد انك لست بحاجة دائماً للكثير بقدر ما تحتاج للتركيز ، الاكثار بشكل مبالغ به من الاسهم والعملات التي تشعر بأنك مضطر لتحليلها بشكل يومي وبدون الحديث عن إن كانت هذه الاسهم والعملات ستقوم بتحليلها على اكثر من اطار زمني ، ممكن لهذه المهام ان تفقدك التركيز في وقت انت مضطر للتركيز فيه بشكل مكثف على صحة تحليلك ونقاط دخولك والمستويات المستهدفة التي قمت بتحديدها ووقف الخسارة لكل واحدة منها.