ترندات برايس اكشن
التحيز التأكيدي Confirmation Bias يعتبر أحد أنواع التحيزات المعرفية المعروفة Cognitive Biases والتي نستخدمها بشكل مستمر في كافة أشكال الحياة اليومية ، سنحاول التحدث عن هذا النوع بالتحديد وأثره عند إستخدام هذا النوع من التحيزات المعرفية في مضارباتنا اليومية في أسواق المال ، ونحاول التركيز على الأضرار السلبية التي يسببها هذا النوع من التحيز قبل تفعيل الصفقات في السوق ، ثم سنقوم بعرض حل بديل لهذه المعضلة في هذا المقال.
التحيز التأكيدي:
التحيز التأكيدي هو إعطاء وزن اكبر لمعتقداتنا وفرضياتنا وقناعاتنا السابقة مقارنة بالبيانات والمعلومات الحديثة التي لدينا – او التي لدى الطرف الآخر – مما يؤثر علينا بشكل سلبي وغير محايد في إتخاذ القرار ، في أسواق المال ، غالباً ما نقوم بتأكيد ما نؤمن به مسبقاً على حساب ما نراه امامنا على الشارت ، فلو افترضنا على سبيل المثال بأنك (تعتقد) بأن السعر قد وصل لقاع جديد وبأنه لسبب ما أنت تعتقد بأن السعر لن يهبط اكثر من ذلك !!
في هذه الحالة ستقوم بشكل تلقائي إن لم تكن معتاداً على التفكير الحيادي المنطقي بتغليب معتقداتك المسبقة بأن السعر قد وصل بالفعل الى قاع وستقوم بتأكيد ذلك بإستخدام مؤشرات فنية كالدايفرجنس الايجابي والمتوسطات المتحركة والحركة التاريخية للسهم التي تشير بأن السعر لم يصل لهذه المناطق منذ فترة طويلة ، وبناءاً على هذه المعتقدات الخاطئة والطريقة التي تفكر بها – المتحيزة فقط لفكرة أن السعر قد وصل للقاع المنتظر – وبأن القادم فقط هو إرتداد إيجابي للأعلى ، ستقوم بإستخدام كل طاقتك لتأكيد هذه الفكرة والشراء عند هذه النقطة.
لننظر للشارت أدناه ولنناقش هذه القضية بشكل موسع اكثر..
والآن بعد أن قمت بمقارنة هذا التسلسل في الشارتات أعلاه ، هل اصبح واضحاً بالنسبة لك الخطورة التي يشكلها التحيز التأكيدي على قراراتك المضاربية في أسواق المال ، هل مازلت تقوم بمحاولة تأكيد (ما يدور في عقلك) وتجاهل الإشارات الواضحة التي (يعرضها لك السوق) ، إن كان الأمر كذلك ، فدعنا نستعرض اهم الطرق التي ستساعدك على تفادي هذه المعضلة.
أولاً: قم بتحليل ما يعرضه عليك السوق ، وليس ما يعرضه عليك عقلك:
المقصود بذلك ان تقوم بأداء وظيفتك – كمحلل فني – بتحليل ما يعرضه عليك السوق فقط ، وليس ما تتوقع أنه سيحدث بناءاً على الحدس والحاسة السادسة !
إذا كان السهم في مسار هابط فمعناه أن تفكيرنا في البيع فقط ، أو على الأقل موقف حيادي بإنتظار حدوث إرتداد إيجابي ، وليس توقعاتنا بأن الآن هي الفترة التي سيحدث بها إرتداد إيجابي ، في حال تم كسر لمستوى الدعم والإغلاق اسفل منه فمعنى ذلك ان مستوى الدعم قد تم كسره ، ولا داعي بعد ذلك للإستمرار بالتأكيد لنفسك بأن ما حدث لم يحدث فعلاً ، وبأن هذا الكسر هو كسر وهمي وبالتأكيد سيعود السعر للتداول مرة أخرى فوق مستوى الدعم.
ثانياً: قم بالتعود على مبدأ المرونة والسلاسة في تغيير الأفكار المسبقة:
إن كنت من نوعية المضاربين الذين يمارسون التحليل بشكل صحيح وذلك عن طريق تحليل ما يعرضه عليك السوق فقط فبالتالي لن تواجه صعوبة في تغيير آرائك وتوقعاتك بناءاً على حركة السعر الحالية وتغير القوى المسيطرة على السعر (ثورية او دببية) ، ولذلك ستكون لديك ميزة المرونة والسلاسة في تعويض الخسائر بعد ضرب وقف الخسارة ، بدلاً من الوقوف مذهولاً من تجرأ السوق على مخالفة توقعاتك الذهبية.
أخيراً: قم بالإيمان بمقولة “كل شئ وارد الحدوث في السوق”:
هذا السوق يحوي الملايين من اللاعبين الاساسيين والثانويين الذين يؤثرون في حركته صعوداً وهبوطاً في كل لحظة ، من الظلم ان تؤمن بأن السوق يجب ان يتحرك كما ترسمه انت له على الدوام ، بما أن كل شئ وارد حدوثه في السوق فسوف أعطيك تمرين صغير لتمارسه في الصفقات العشر القادمة لترى بنفسك صعوبة التخلي عن التحيز التأكيدي Confirmation Bias قبل إتخاذ قرار مضاربي في السوق:
التمرين:
الآن لنفترض بأنه بناءاً على تحليلك للشارت الذي أمامك قمت بالوصول لقرار الشراء ، ومعنى ذلك انك تتوقع للسعر ان يصعد للأعلى ، المطلوب منك الآن – قبل الضغط على زر الشراء – أن تقوم بالبحث عن كل الأدلة والبراهين التي تنقض هذا التوقع ، معنى ذلك انك ستضع توقعاتك تحت الإختبار وتحاول إثبات ان قرار الشراء قرار خاطئ! طبعاً ستجد ان الأمر في غاية الصعوبة حيث أنه من غير الطبيعي علينا ان نحاول اثبات عكس ما نؤمن به او ما نؤمن بأنه على وشك الحدوث..
قم بتجربة التمرين بنفسك واخبرني كيف كان شعورك عندما حاولت تطبيق ذلك..
