الأحد , مايو 28 2023

هل الثقة بالنفس هي سبب للنجاح في التداول ام ان النجاح هو ما يزيد الثقة بالنفس؟

هذا السؤال المحير يشبه في محتواه سؤال الدجاجة والبيضة وأيهما يأتي أولاً ، فمن غير المعلوم فعلياً أي من هذه الصفات والنتائج هو المسؤول عن النجاح وزيادة الثقة بالنفس ، في الطرف الأول من المعادلة يؤكد الكثيرون بأن نجاحنا صفقاتنا في السوق يزيد من ثقتنا بأنفسنا ، وهذا يساعدنا بشكل كبير على اتخاذ القرار بشكل افضل ، ولكن في الطرف الآخر يؤكد البقية بأن احد اهم اسباب نجاحك في صفقاتك المضاربية يعود الى ثقتك بنفسك ، لأن الثقة بالنفس تساعدك على اتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة.

بغض النظر عن أيهما يأتي أولاً ، سنناقش في هذا المقال نظرية قد تحتمل الصواب والخطأ من اعتقاد شخصي من الكاتب حول أهمية أحد اطراف هذه المعادلة عن الآخر ، وسنقوم بضرب بعض الامثلة للتوضيح.

اعتقد والله اعلم ومن وجهة نظر شخصية بأن كل واحد منهم يقوم بإستمرار بتغذية الطرف الآخر على شكل علاقة طردية بحيث يصعب معه للباحث معرفة ايهما المسؤول عن زيادة الآخر . اقصد بذلك بأنه ومع التدريب والتطور المستمر تزيد ثقتنا بأنفسنا وتزيد معها صفقاتنا الناجحة بإذن الله ، وهذه الصفقات الناجحة بدورها تقوم بزيادة ثقتنا بالاستيراتيجية التي نعتمدها في تفعيل الصفقات ،  لتوضيح هذه المعنى دعنا نشاهد المثال أدناه لتصبح الصورة افضل:

سيناريو محتمل لهذه العلاقة:

لنفترض بأن المضارب اكس بدأ منذ اليوم في تعلم التداول في اسواق المال ، بعد بحث عميق وتنقل مستمر بين استيراتيجيات التحليل الفني المعروفة ، استقر على طريقة واحدة ووجد أن هذا الإسلوب يناسب شخصيته تماماً ، مع الوقت الطويل سيقوم هذا المضارب بشكل غير واعي – وبإستمرار – بتنقيح وتعديل هذه الاستيراتيجية حتى تصبح شخصية تماماً ، عدد الصفقات الناجحة وقيمة الصفقة الناجحة الواحدة مقارنة بالخاسرة (المخاطرة مقابل الربح) بالإضافة للتعديلات التي يعمل عليها ستقوم بتغذية عقله – ايضاً بشكل غير واعي – بزيادة ثقته بإسلوبه واستيراتيجيته وبالتالي سيرتفع معدل نجاحه وثقته بشخصيته.

ما يحدث للأسف مع الكثير من المتداولين في السوق هو انهم يبحثون عن الاستيراتيجيات والاساليب التي قام بتطويرها وتعديلها اشخاص آخرون ويرغبون في استخدام قوالب جاهزة لإستخدامها في تفعيل صفقاتهم اليومية ، أذكر في إحدى المحاضرات التي ألقاها الباحث والمؤلف المعروف جاك شواغر بأن جميع الاستيراتيجيات التي يستخدمها المضاربون أو الاستيراتيجيات التي يقومون بشرائها من مضاربين آخرين مصيرها الفشل المحتوم ، ولذلك لسبب بسيط جداُ ومنطقي هو أن هذه الاستيراتيجيات التي يبدأ البعض بإستخدامها لم يقوموا بدراستها وتطويرها واختبارها بأنفسهم ، لذلك لم يقم العقل بعد بتسجيل واعتماد الثقة اللازمة في هذه الاستيراتيجيات وبالتالي مع اول صفقة خاسرة – او عدة صفقات خاسرة متتالية – سيقوم هذا المضارب برفض هذه الاستيراتيجيات وتجاهلها والبدء مرة أخرى بالبحث عن اسلوب جديد ، واستيراتيجية جديدة.

يقول جاك شواغر ايضاً “هناك مليون طريقة مختلفة للربح في السوق ، ولكنها جميعاً صعبة أن تجدها بنفسك” يقصد بذلك بأن المضارب لا يرغب ببذل المزيد من الجهد في تطوير استيراتيجية خاصة تناسب شخصيته وتكسبه الثقة اللازمة للوثوق بها عند تفعيل وإدارة الصفقات ، وبالتالي لن يكون لديه طريقة تكسبه الثقة في ما يفعل بشكل يومي في السوق.

خلاصة الكلام: إذا كنت غير قادر على شرح استيراتيجيتك الخاصة لمتداول آخر خلال رحلة مصعد كهربائي من الدور الاول الى الدور الرابع ، فأنت مازلت لا تملك استيراتيجية خاصة بك ، واذا لم يكن لديك استيراتيجية خاصة بك فأنت مازلت لا تملك شخصية مضارب واثق بنفسه بعد للنجاح في السوق ، وبالتالي فمازلت بعيد عن تحقيق الاحلام الخاصة بك في هذا السوق المتذبذب أياً كانت هذه الاحلام التي تحلم بتحقيقها.

0 0 votes
Article Rating

عن فيصل السوادي

فيصل السوادي ، محلل فني معتمد CFTe وعضو بالجمعية العالمية للتحليل الفني IFTA Organization مدرب ومحاضر لاستيراتيجيات السلوك السعري و أقوم بتقديم العديد من الدورات التدريبية في التحليل الفني والإدارة المالية والحالة الذهنية والنفسية الصحيحة للتداول في أسواق المال.. للوصول الى كل نشاطات المدرب التدريبية قم بزيارة الرابط https://bettertrend.net/trainers/details/11

شاهد أيضاً

إبدأ بالتشكيك بكل ما تعرفه عن التحليل والتداول في أسواق المال

  اكتشفت مؤخراً بأن جميع ما أقوم به من خلال نشر هذه المقالات ومن خلال …

Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
الأكثر تصويتاً
الأحدث الأقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ضاري الشمري
ضاري الشمري
5 سنوات

أنت مصدر ثقة لنجاح مستمر بعد الله سبحانه تعالى .

قم بالإطلاع على نشرة الاسواق اليومية الجديدةعلى هذا الرابط
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x