الأحد , مايو 28 2023

افضل مضاربة في السوق تأتي (بدون تفكير)

في اللغة الإنجليزية يتم إستخدام مصطلح بشكل كبير بخصوص الأمور التي نقوم بها بشكل دوري أو عند إجابتك لسؤال لا يحتاج إلى تفكير بمصطلح No Brainer أي الأشياء التي لا تحتاج إلى جهد وتفكير عميق ويمكن فعلها بشكل شبه آلي كقيادة السيارة وصنع قهوة الصباح وتبديل الملابس وغيرها.

ولكن نحن نتحدث عن أشياء لا تسبب لنا خسائر مادية إن قمنا بها بدون تفكير كإعداد الطعام وإرسال البريد الإلكتروني والفاكس ولكن عند إستخدام نفس المبدأ في المضاربة في أسواق المال عندما تكون خسارة أموال حقيقية شئ وارد بشكل كبير ، فهل من الممكن عند ذلك المضاربة في أسواق المال بدون تفكير ، أو بإستخدام الحد الأدنى من طاقات عقولنا ، الإجابة على ذلك هي بالطبع نعم ويجب ان تصبح كذلك في يوم من الأيام ، وإليك الأسباب:

1- المضاربة بدون تفكير أو بإستخدام الحد الأدنى من طاقة العقل معناها أن المضارب قد وصل لمرحلة متقدمة من الخبرة والعلم في هذا المجال وتعني وصوله للمستوى الرابع من مراحل التعلم وسنتحدث عن هذا بعد قليل.

2- المضاربة بدون تفكير تعني بكل تأكيد أن المضارب اصبح يملك استيراتيجية او خطة عمل واضحة جداً يعرف عندها شروط الدخول في صفقة ما وأين هو المستوى المستهدف ووقف خسارته ، والأهم من ذلك إدارته المالية للصفقة.

3- المضاربة بدون تفكير معناها ان المضاربة – بحد ذاتها – اصبحت مملة بالنسبة للمضارب ، وللمعلومية فقط عندما تشعر بالملل معنى ذلك انك اصبحت بإختصار (محترف للمضاربة في السوق) ولعلنا نفرد لهذا الموضوع مقال لاحق في المستقبل إن شاء الله.

ذكرنا في النقطة الأولى أعلاه ان المضاربة بالحد الأدنى من التفكير معناها الوصول للمستوى الرابع من مستويات التعلم ، فما هي هذه المستويات ، وفي أي واحد منها موجود انت الآن؟ لنراجع ذلك بشكل سريع:

المستوى الاول من التعلم: لا تعلم عن الموضوع ولا تعلم عن صعوبته:

في البداية انت لا تملك الكفاءة للمضاربة في السوق ولا تعلم مالذي يجب عليك عمله ، في هذه المرحلة قد لا تهتم كثيراً بعنصر الخبرة المطلوبة لأداء المهمة وتعمل بشكل غير واعي ، وهذا ربما يمتد لسنه واحدة منذ بداية التداول في الاسواق.

هذه المرحلة نراها دائماً بالقادمين الجدد الى الاسواق ، خصوصاً بعد ان يربح عدة صفقات متتالية نظراً لنظرية حظ المبتدئ ويعتقد أن الأمر في غاية السهولة ، ويندم على الوقت الذي قضاه خارج السوق لا يعلم عن سهولة هذه المهنة 🙂

المستوى الثاني من التعلم: لا تعلم عن الموضوع ولكن اصبحت تعلم صعوبته:

في هذه المرحلة تكون قد بدأت بالإحساس بمدى صعوبة الأمر – غالباً ما تكون بعد خسارة رأس المال – وتبدأ عندها بالوعي والإدراك بضرورة تعلم الطريقة التي نستطيع فيها توقع حركة السعر المستقبلية ، مازلت غير ملم بالموضوع ولكنك واعي بصعوبته.

المستوى الثالث من التعلم: واعي بالمهارة اللازمة وتعمل بوعي ايضاً:

لكي تفهم هذه المرحلة من مراحل التعلم تذكر عندما بدأت بقيادة السيارة وكنت ماهراً في القيادة ولكنك كنت تقود بوعي ، معنى ذلك انك لم تكن تستطيع التحدث مع احد وانت تقود ، لا تقدر على إنهاء القهوة وانت تقود ، إهتمامك وتفكيرك بالكامل على الطريق وعلى المسار الذي تسير فيه ، أو عندما تبدأ بفهم المهام المطلوبة منك في العمل وتكون في غاية التركيز وانت تعمل في بداية إلتحاقك بشركة ما.

مثال ذلك في أسواق المال ، تقوم بتركيز فوق العادة عند إختيار نقطة الدخول والمستوى المستهدف ووقف الخسارة ، وتكون عيناك بالكامل على الشاشة لا تستطيع أن تشيح عنها للحظة ، ماهر في المضاربة نوعاً ما وفي كامل وعيك وتركيزك على السوق ، مشكلة هذا المرحلة من مراحل التعلم – حتى مع التأكيد انك اصبحت اكثر مهارة – انك مطالب بالتركيز دائماً على الصفقة والتفكير في كل صفقة ربما على حدى. وقد يحدث تردد كثير في تفعيل الصفقات او حتى تدخل يدوي لإغلاق الصفقة قبل وصولها للمستوى المستهدف او لوقف الخسارة ، وهذه من اكثر المراحل التي تصيب المضاربين بالإرتباك والحيرة والتردد ، قد يحدث انسحاب من السوق في هذه المرحلة.

هذه المرحلة قد تمتد من السنة الثالثة في السوق الى السنه الثامنه.

المرحلة الرابعة والأخيرة: المضاربة بوعي وبمهارة ولكن بدون تفكير:

هذه هي المرحلة التي نرغب جميعاً بالوصول اليها والبقاء فيها إلى الأبد ، هذه هي المرحلة التي – وبكل تأكيد – لا تأتي بسهولة ابداً ، في هذه المرحلة تكون قد قضيت فعلياً آلاف الساعات وانت تجرب وتقيٌم أداء استيراتيجيات متنوعة حتى وصلت الى طريقة تستخدمها لتفعيل الصفقات بدون تفكير ، هذه المرحلة رائعة جداً ومن اشهر وأقوى المبادئ التي تستطيع معها التأكد بأنك وصلت لهذا الجزء المتقدم جداً هي العلامات التالية:

عدم التفكير مرتين: لن تقوم في هذه المرحلة بالتساؤل هل أقوم بتفعيل الصفقة او لا ، لديك نقاط دخول واضحة ومستويات معروفة ومجربة (الآف المرات) قبل ذلك ، لذلك انت في هذه المرحلة تستخدم الحد الأدنى من التفكير في الصفقة.

الملل من التحليل والمضاربة في السوق: دعنى اسألك بشكل سريع حتى تتضح لك الفكرة ، هل ما زلت تشعر بالمتعة بقيادة السيارة بعد ان احترفت هذا الأمر؟ هل مازلت تشعر بالنشوة عند إعداد كوب من القهوة او عند إرسال بريد الكتروني؟ بالطبع لا ، الأمر لن يختلف معك بالنسبة للمضاربة في السوق.

هذه المرحلة قد تبدأ معك من السنة الثامنة إلى نهاية العمر ، ولكن حتى تكون على بينة من أمرك وتقوم بحساب السنوات بشكل آلي ، وهذا ما أخبره للمتدربين في الدورات التدريبية التي يحضرونها معي في أول يوم للدورة التدريبية عندما اقوم بإخبارهم بإنني لا أهتم نهائياً بعدد السنوات التي قضيتها في السوق إذا لم يترافق مع ذلك دراسة واختبارات وتجارب بشكل يومي عن السوق ، وليس فقط بالبحث عن الصفقات والأموال ، للأسف – والبعض قد لا يعجبه ذلك – قد يقضي بعض المضاربين سنوات طويلة جداً في السوق بدون ان يقوموا بتحسين انفسهم ابداً ، وهذا هو الوهم الذي يطلقونه على انفسهم ظلماً تحت مسمى الخبرة.

3 2 votes
Article Rating

عن فيصل السوادي

فيصل السوادي ، محلل فني معتمد CFTe وعضو بالجمعية العالمية للتحليل الفني IFTA Organization مدرب ومحاضر لاستيراتيجيات السلوك السعري و أقوم بتقديم العديد من الدورات التدريبية في التحليل الفني والإدارة المالية والحالة الذهنية والنفسية الصحيحة للتداول في أسواق المال.. للوصول الى كل نشاطات المدرب التدريبية قم بزيارة الرابط https://bettertrend.net/trainers/details/11

شاهد أيضاً

إبدأ بالتشكيك بكل ما تعرفه عن التحليل والتداول في أسواق المال

  اكتشفت مؤخراً بأن جميع ما أقوم به من خلال نشر هذه المقالات ومن خلال …

Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
الأكثر تصويتاً
الأحدث الأقدم
Inline Feedbacks
View all comments
محمد رمزي الجراد
محمد رمزي الجراد
5 سنوات

الله يهون علينا الرحلة حتى أخر العمر بالتجارب والدراسة

قم بالإطلاع على نشرة الاسواق اليومية الجديدةعلى هذا الرابط
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x