تحدثت في مقالات سابقة عن أهمية وجود إستيراتيجية واضحة يتبعها المضارب في إنتقاء صفقاته في السوق بشكل يومي ، وتحدثنا ايضاً عن طريقة تصميم استيراتيجية وكيفية تطويرها وتحسينها في هذا المقال ثم تحدثنا عن كيفية اختيار واحدة في هذه ايضاً..
في هذا المقال سنتعرف على المنظومة ونقوم بعمل مقارنة بينها وبين الاستيراتيجية ، يقول جايسون آلان جانكوفكسي أن وجود استيراتيجية واضحة هي الخط الفاصل بين المضارب الناجح والمضارب الخاسر ، ولكن ، هل يكفي بالفعل وجود استيراتيجية لضمان نجاح المضارب في اسواق المال ، او ان وجود منظومة عمل أهم بكثير من الاستيراتيجية نفسها ، هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال بإذن الله..
أولاً تعريف الاستيراتيجية Strategy:
الاستيراتيجية هي خطة مصممة لتنفيذ عمل ما وتحقيق أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. بالنسبة للمضارب في أسواق المال تعتبر الاستيراتيجية هي حجر الأساس الذي يعتمد عليه في انتقاء صفقاته وتسهيل عملية متابعة حركة الاسهم والعملات ، على سبيل المثال قد تكون استيراتيجيتك تعتمد على الشراء عند اختراق مستويات مقاومة وإعادة إختبار هذه المستويات ، مع وجود إشارات تجميعية على السهم.
ثانيا تعريف المنظومة System :
افضل تعريف للمنظومة ما ذكره جيف هاردي عندما قال: Systems are good strategies repeated “المنظومة هي استيراتيجيات جيدة يتم تكرارها بإستمرار”. لو نظرنا إلى طريقة عمل نظام التشغيل ويندوز على سبيل المثال سنجد أن نظام التشغيل System يقوم بشكل متكرر بتنفيذ وتحرير ملفات التشغيل المختلفة strategies في كل مرة تقوم فيها بتشغيل الجهاز ، بإختصار ، المنظمومة System هي إعادة إستخدام الاستيراتيجية Strategy بشكل متكرر ومحايد بدون وجود أي انحراف او ميلان عن خطة العمل الأصلية.
مربط الفرس:
لو قمنا بإستخدام الاستيراتيجية أعلاه مرة أخرى في المثال أدناه ، كم مرة قمت أنت بإعادة هذه الجملة على مسامعك بعد خسارة صفقة ما ” آه لا أعلم لماذا قمت بالشراء مع ان استيراتيجيتي تنص على الشراء فقط بعد اختراق مستويات المقاومة وإعادة إختبار هذه المستويات ” ، إذاً ليس من المهم فقط ان يكون لديك خطة عمل Strategy لكي تنتقل من جهة المضاربين الفاشلين الى الناجحين ، ولكن الأهم من ذلك وجود نظام او منظومة عمل System تضمن منك أن تقوم بإعادة استخدام هذه الاستيراتيجيات دون غيرها عند تنفيذ صفقاتك في السوق بشكل شبه آلي.
هل سمعت أحد أصدقائك يخبرك ذات مرة بأنه يبحث عن أحد المبرمجين ليطلب منه صنع برنامج خاص باستيراتيجيته التي اثبتت نجاحها مرة بعد مرة ، هذا الشخص لديه استيراتيجية strategy والتي يبدو بأنه اصبح مرتاحاً لإستخدامها بعد أن قام بإختبارها مرة بعد مرة ، في بحثه الحالي عن مبرمج يقوم بوضع هذا القالب الخاص بالاستيراتيجية في برنامج آلي فإنه بالضبط يحاول وضع استيراتيجيته الخاصة في منظمومة System والتي قمنا بتعريفها سابقاً على أنها استيراتيجيات جيدة يتم تكرارها بإستمرار.
بالنسبة لي شخصياً اعتبر بأن المنظومة Systems أهم بكثير من وجود الاستيراتيجية Strategy نفسها ، لا أذكر في العام الماضي كم مرة قمت بلوم ومعاتبة نفسي على صفقات قمت بالدخول بها وهي تتعارض تماماً مع الاستيراتيجية التي أعمل عليها ، لذلك – ومنذ ذلك الوقت – وأنا لا أحاول فقط تحسين وتطوير استيراتيجيات الدخول والخروج في السوق ، بل على العمل على تطوير منظومة تضمن لي فعل ذلك بشكل مستمر ، وهذا هو ما سيضمن لنا – بعد توفيق الله سبحانه وتعالى – النجاح المستمر في هذا السوق.
تمرين:
قم بمراجعة العشر صفقات القادمة بعد إغلاقها ، وقم بتسجيل كم صفقة من هؤلاء العشر صفقات قمت فيها بإتباع استيراتيجيتك بالكامل ، ثم قم بتطبيق ذلك على العشر صفقات التي تليها ، حتى تصل لمرحلة 90% او اكثر تكون فيها صفقاتك المغلقة متناسبة مع استيراتيجيتك ، عندها ستعلم بأنك أصبحت تملك نظام (منظومة) صارمة تتبعها بشكل محايد ، وهذا هو المهم في الأمر.
الله يبعث لك الخير كان هدفنا الأقصى الإستراتيجية اليوم فتحت علينا باب المنظومة، الله المستعان